الخميس، 24 مارس 2011

هل نحن في حاجة إلى العلمانية؟


في الوقت الذي يسعى فيه الكثير من أذكياء تونس الحرة، لبناء دولة مستقرة، سالكين سبيل الكرامة و الازدهار الذي رسمه الشعب التونسي بدمه، ترى بعض الأشخاص، ممن يتّسمون بالإنتهازية، يُنصِّبون أنفسهم أوصياء و ناطقين باسم الإرادة الشعبية، يناقشون مشاكل وهمية، ليس لأي تونسي فخور بجذوره و حريص على مستقبله، أية مصلحة في الدفاع عنها.
  
يريدون بالغوغائية فرض العلمانية كقضية مصيرية، يدافعون بكل شغف على وهم، لن تكون نتيجته سوى إلهاء الشعب عن أولوياته.


بدلا من الاستفادة من الحرية والمشاركة بنشاط فعّال في دراسة و حل المشاكل الحقيقية المتصلة بالتنمية، تلك المتعلقة بإزدهار بلدنا تونس ،فضلوا هؤلاء الاستمرار في تجاهل ما هو أساسي، يصخّرون طاقتهم، في التشكيك في هوية البلاد بخلق البلبلة التى من شأنها ان تحدث التفرقة بين افراد الشعب الواحد، و ذلك لاسباب غامضة قد لا تخدم إلا أعداء الثورة.


رغم دراستي العميقة للكثير من المراجع ذات الصلة بالعلمانية، لم أجد ما يقنعني بضرورتها لمجتمعنا التونسي المتجانس و المتسامح بطبيعته.
أسألكم يا من تروّجون بخشوع و زهد و اعتقاد تام للأفكار العلمانية، هل تفكرون؟
إن كنتم تعانون من ضغوط نفسية تجبركم على الإستراد الغير المشروط لكل ماهو أجنبي، فعلى الاقل ميّزوا بين الأسباب والأهداف والوسائل، و اقرؤا التاريخ.
بعد قرآتي لكثير من أطروحاتكم، تبين لي بأنكم حافظين لنفس الدّرس، ممّا يجعلني أشكّ في نزاهتكم الفكرية و بالتالي فأنتم بهكذا غوغائية ، لستم إلا مجرّد أدات لتمويه الرأي العام.


انا مع الوسطية و ذو آراء عصرية و لست متعاطفا مع أي تيّار ثيوقراطي، الّا أنّني أرى أن الذين يدافعون بخبث أو بجهل عن العلمانية، بغبائهم السياسي سوف يجعلون المتطرفين اكثر تطرفا، فكفى غباء إن كنتم تريدون الأمن والحرية معا.


يا من تدافعون باستماتة على العلمانية، كفى سذاجه وهراء، إن كنتم حريصين على تقدم الدولة وإزدهارها، فعليكم بتقليد الإخلاص لا الكذب، فالعديد من الدول المتقدمة تقوم فيها الحريات رغم إعتبارها للدين، فإنجلترا تعتبر الانجليكيه دين الدولة، كذلك الكنيسة اللوثرية بالنسبة لدول مثل الدنمارك، أيسلندا و النرويج.


إذا، لا لتغيير الفصل الأول من الدستور التونسي : تونس دولة حرة، مستقلة، ذات سيادة، الاسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها.


للتذكير تونس دولة مسالمة، شعبها كريم و يحمي الأقلّيات ولا يعادي الحرية، فكفى إفتراء و ركوبا على الأحداث، إن أردتم العمل بخالف تعرف، فنيّتكم الخبيثة لن تجعل منكم إلا أقزاما و مصخرة لدى الشرفاء، فارتفعوا عن هكذا غزعبلات و لا تخوضوا حربا بالوكالة، فما تدافعون عنه، إن هو الا فخّ، فاستيقضوا من نعاسكم إن كنتم تغارون على حرمة و استقرار تونس.